[ الظُّلم .. ظُلماتٌ يومَ القيامة !

. . . { مَدخل ،
" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا "






شيٌ يُغيض !
لا يجني الإنسان من فعله سوى ملاقاته الكره والعداوة والبُغض من الآخرين ،
والظُلم ليس بالأمر اليسير فالله جل جلاله لم يُحرمه إلا لأن فيه أضرار عديدة ومساوئ كثيرة على
المُجتمع فليس منا من هو مخالف لأمر الله وسطى على حقوق الغير بالظلم !



سُبحان ربي رؤوف رحيم بِعبادة ،
حيثُ جل جلاله قال أن دعوة المظلوم على الظالم مُستجابة وأن كان المظلوم " فاسقاً " .. ولو بعد
حين فأحذروا يا أُمة مُحمد من الوقوع فيه فإن من أكل حقوق الناس عاش بائساً مدى الحياه .. بل
إنهُ لن يذُق طعم السعادة في حياته .





لا يَعْلمُونَ أُولَئِكَ الْمُتَوَشَحِينَ بِالسْوَادْ ، أَنَّ ثَمْةَ يَدَينِ مُرتَجِفَتَين وَعيْنَانِ دَامِعَتَان تَرْفَعُ الأكُفَ فيِ
دُجى الظَّلام تَدْعُو عَلى مَنْ ظَلَمَهَا وَهُوَ يَغُطُ فيِ نَوْمٍ عَمِيقْ لاَ يَرَىْ إِلاَّ اْلخِزْيَ وَلاَ يَتَفَوْهُ إِلاَّ بِالْعَارِ
أَوَااااااه مِن ظُلْمك يَارَجُل أَلاَ تَخَافَ السِنِينَ الْعِجَاف أَمَا عَلِمْتَ يَاظَالِمِي أَنَّ السِنِينَ دُيُونٌ مَرْدُودَة
رُغْماً عَنْك




سأذكُر لكُم قصه عن الظُلم تُبين لنا مدى إستجابة الله لدعوة المظلوم !



رأيتُ رجلاً مقطوعَ اليدِ من الكتفِ وهو ينادي من رآني فلا يَـظْلـِـمَــنَّ أحدًا ،
فَـقَـدِمْـتُ إليهِ وقلتُ : يا أخـي ما قصّتُـكَ ؟
فقالَ : يا أخي قصّةٌ عجيبةٌ ؛ وذلكَ أننّي كنتُ من أعوانِ الظّلمَـةِ ، فرأيتُ يومًا صيّادًا قد اصطاد سمكةُ
كبيرةً فأعجبتنـي فجئتُ إليهِ وقلتُ : أعطني هذه السّمكة !

فقالْ الصياد : لا أعْـطِـيكَـهَـا ، أنا آخُذُ بثمنها قُوتًـا لعيالـي فضربتهُ وأخذتها منهُ قهرًا ، ومضيتُ بها .
قال : فبينمَـا أنا أمشي بها حامِلُهـا إذْ عَضَّتْ على إبهامي عضة قويّةً ، فلمَّـا جئتُ بها إلى بيتي
وألقيْـتُهـا من يدي ضربت على إبهامي آلمتني ألمًا شديدًا ، حتّى لم أنم من شدّة الوجع والألم ،
وَ وَرِمَتْ يدي . فلمّا أصبحتُ أتيتُ الطّبيبَ وشكوتُ إليهِ الألم، فقال :

هذه بدءُ الأكلةِ ، اقطعها وإلا تقطعْ يدكَ
فقطعتُ إبهامي ،ثمّ ضربتُ على يدي فلم أطِق النّوم ولا القرارْ من شدّة الألم

فقيلَ لي : اقطع كفّك فقطعتهُ ، فانتشر الألم على السّاعد ، وآلمني ألمًا شديدًا ،
ولم أطِقْ القرار وجعلتُ أستغيثُ من شدّة الألم

فقيل لي : اقطعهـا إلى المرفقْ ، فقطعتُها ، فانتشر الألم إلى العَـضُـدْ ،
وضربتُ على عضدي أشدّ من الألم الأوّل فقيل اقطع يدكَ من كتفكَ فقطعتُهـا .
فقال لي بعضُ النّاس : ماسببْ ألمكَ ؟


فذكرتُ قصّة السمكـة ، فقالوا لي : لو أنّكَ رجعتَ في أول ما أصابكَ إلى صاحب السّمكة
واسْـتَـحْـلَـلْـتَ منهُ وأرضيتهُ؛ لما قطعتَ من أعضائكَ عضوًا ، فاذهبْ الآن إليهِ ، واطلب رضاه قبل
أن يصل الألم إلى باقي جسدكَ !


قال: فلم أزل أطلبهُ في البلاد حتّى وجدتهُ ، فوقعتُ على رجليهِ أُقَـبِّـلُهَـا وأبكي .
قلتُ له : ياسيّدي ، سألتكَ بالله ألاَ عفوتَ عنّي ؟
فقال: ومن أنتَ ؟

فقلتُ : أنا الّذي أخذَ منكَ السمكة غصبًـا ، وذكرتُ له ماجرى ، وأريتهُ يدي ، فبكـى حينَ رآهـا

ثم قال: يا أخي قد أحْـلَـلْـتُـكَ منها لِمَـا قد رأيتُهُ بكَ من هذا البلاء
قلتُ :ياسيّدي ، بالله هل كنتَ قد دعوتَ عليَّ لمَّـا أخذتُهَـا ؟

قال : نعمْ ،قد قلتُ : اللّهمّ إنَّ هذا تَـقَـوّى عليّ بقوّتهِ على ضعفي على مارزقتني فأرني قدرتكَ
فيهِ فقلتُ :ياسيّدي ، ها قدْ أراكَ الله قدرتهُ فِيَّ ،وأنا قد تبتُ إلى الله عزّ وجلّ ، عمّا كنتُ عليه من
الظلم ولن أعود لهُ أبدًا .




نعم أخواتـي ،
ها هيَ دعوةُ المظلوم ، مفتوحٌ لها باب السماء ، لاتُـردّْ ، فَإيّـاكن والظلم ،إياكن والظلم
فها هوَ الله عز وجلّ قد اقْتَصَّ للمظلوم وطَبّقَ عليهِ حكم السرقـة وهو قطعُ اليدِ كلها !








مَخرج } . . .
" دعوة المظلوم كالرصاصة القوية تسافر في سماء الأيام بقوة لتستقر بإذن ربها / في أغلى مايملك الظالم! "